الروائي
كان ليو تولستوي روائي ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي وعضو مؤثر في أسرة تولستوي.
أشهر أعماله روايتي (الحرب والسلام) و(أنا كارنينا) وهما يتربعان على قمة الأدب الواقعي، فهما يعطيان صورة واقعية للحياة الروسية في تلك الحقبة الزمنية.
كفيلسوف أخلاقي اعتنق أفكار المقاومة السلمية النابذة للعنف وتبلور ذلك في كتاب (مملكة الرب بداخلك) وهو العمل الذي أثر على مشاهير القرن العشرين مثل المهاتماغاندي ومارتن لوثر كينج في جهادهما الذي اتسم بسياسة المقاومة السلمية النابذة للعنف.
رفضه لالجامعة وبدئه للكتابة
التحق بجامعة كازان عام 1844م، ولكن طريقة التدريس لم تعجبه فهجرها إلى الأعمال الحرة عام 1847م. وبدأ بتثقيف نفسه، وشرع في الكتابة. في تلك المرحلة الأولى من حياته كتب ثلاثة كتب وهي (الطفولة) 1852م؛ (الصبا) 1854م؛ (الشباب) 1857م.
التحاقه بالجيش
سئم حياته تلك فالتحق بالجيش الذي كان في حرب في القفقاس وشارك في بعض المعارك ضد جيش المريدين بقيادة الإمام شامل.لكنه أحب القفقاس وأثرت فيه حياة شعوب القفقاس وكتب عن تجاربه تلك موضوعات نُشرت في الصحف، وألَّف عنها كتابه (الكوزاك) 1863م الذي يحتوي على عدة قصص.
أوروبا
وبعد تقاعده من الخدمة العسكرية سافر إلى أوروبا الغربية وأعجب بطرق التدريس هناك. ولما عاد لمسقط رأسه بدأ في تطبيق النظريات التربوية التقدمية التي عرفها، وذلك بأن فتح مدرسة خاصة لأبناء المزارعين. وأنشأ مجلة تربوية تدعى ياسنايا بوليانا شرح فيها أفكاره التربوية ونشرها بين الناس.
كتبه
ويُعد كتاب (الحرب والسلام) 1869م من أشهر أعمال تولستوي، ويتناول هذا الكتاب مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة مابين 1805 و1820م. وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م.
ومن أشهر كتبه أيضًا (أنا كارنينا) الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي أنَّا كارنينا.
ومن كتب تولستوي أيضًا كتاب (ما الفن؟). وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس.
معارضته للكنيسة
وقد تعمق تولستوي في القراءات الدينية، وقاوم الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا، ودعا للسلام وعدم الاستغلال، وعارض القوة والعنف في شتى صورهما. ولم تقبل الكنيسة آراء تولستوي التي انتشرت في سرعة كبيرة، فكفرته وأبعدته عنها. وأُعجب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقره بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء تاركًا عائلته الثرية المترفة. ويحتمل أن يكون قد أسلم .[بحاجة لمصدر]
أواخر نشاطاته
وفي أواخر حياته عاد تولستوي لكتابة القصص الخيالية فكتب (موت إيفان إيلييتش) 1886م، كما كتب بعض الأعمال المسرحية مثل (قوة الظلام) 1888م. وأشهر أعماله التي كتبها في أواخر حياته كانت (البعث) وهي قصة كتبها 1899م وتليها في الشهرة قصة (الشيطان) 1889م؛ كريوتزسوناتا 1891م؛ (الحاج مراد) التي نُشرت بعد وفاته والتي توضح عمق معرفته بعلم النفس، ومهارته في الكتابة الأدبية. ومدى حبه ومعرفته بالقفقاس وقد اتصفت كل أعماله بالجدية والعمق وبالطرافة والجمال.
قوله عن نبي الإسلام محمد
يكفي محمد فخرا أنه خلص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة ، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم، وأن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.[بحاجة لمصدر]
حياته الخاصة
ضريح تولستويتزوج تولستوي من صوفي بيرز التي أثبتت أنها خير الزوجات وأفضل رفاق الحياة بالرغم من أنها تصغره بستة عشر عاما. خلفا 13 طفلا مات خمسة منهم في الصغر. كان زواجه ملاذه لهدوء البال والطمأنينة، لأنه كان يعيده إلى واقع الحياة هربا من دوامة أفكاره. صوفي كانت خير عون له في كتابته، فقد نسخت مخطوط روايته الحرب والسلام 7 مرات حتى كانت النسخة الأخيرة والتي تم نشرها.
حتى في شيخوخته كان متماسكا، وقوي الذاكرة دون أن تضعف رؤاه، إلا أنه وفي توجهه لزيارة شقيقته في ديرٍ كانت هي رئيسته، في 20 نوفمبر 1910 مات فيمن الالتهاب الرئوي في محطة بهدوء وعلى ما يبدو بسبب البرد الشديد.
الهدف من الحياة
هذه المقالة بحاجة إلى إعادة كتابتها أو إعادة كتابة أجزاء منها بالكامل للأسباب المذكورة في صفحة النقاش.
رجاءً أزل هذا الإخطار بعد أن تتم إعادة الكتابة.
يقول الباحث قصي الخطيب واصفا تولستري: تعمّق تولستوي في القراءات الدينية،وقاوم الكنيسة الأرثوذكسيةفي روسيا،ودعا إلى السلام وعدم الإستغلال،وعارض القوة والعنف في شتّى صورهما،وام تقبل الكنيسة آراء تولستوي التي انتشرت بسرعة،فكفّرته وأبعدته عنها.وأُعجِب بآرائه عدد كبير من الناس وكانوا يزورونه في مقره بعد أن عاش حياة المزارعين البسطاء،تاركا عائلته الثرية المترفة.فقد كان السؤال الذي يؤرقه باستمرار:ماالهدف من حياة الإنسان ؟وطفق يبحث في طباع البشر،فوجد أن كل شيء في الكون ينمو ويتطوّر ويسعى إلى تحقيق غاية كلية،قد لا تدركها العقول إلاّ بعد حين،واستنتج أن الهدف من الحياة،إذن هو ((العمل الدؤوب لتوفير كل المؤهلات التي تتيح لهذا التطور الشامل أن يُحقّق غايته)).وأيقن أن ذلك لا يمكن أن يتم إلاّ بالجدّية المطلقة والنظام الصارم،حيث قال في رسالة إلى أحد أصدقائهعلى المرء إذا أراد أن يعيش بشرف وكرامة أن يتمتّع بقوة،وأن يُصارع كل المثبطات،فإذا أخطأ بدأ من جديد،وكلّما خسر عاود الكفاح من جديد،موقِناص أن الخلود إلى الراحة إنما هو دناءة روحية وسقوط). وكان يبكّت نفسه يشدّة إذا أحسّ منها تهاوناً أو تراجعاً.قال في مذكراته،وهو في العشرين من عمرهلم أفعل شيئاً،كم يعذّبني ويرعبني إدراكي كسلي.إن الحياة مع الندم محض عذاب،سأقتل نفسي إذا مرّت عليّ ثلاثة أيام أخرى من دون أن أقوم بفعل شيء ينفع الناس). وكبر الفتى وكبرت معه آلامه،لقد انتقلت إليه ملكية أراض شاسعة وفيرة الإنتاج،وكان ينظر إلى الفلاحين يكدحون في أرضه كي يزداد ثراء،أما هم فلا ينالون ما يسد الرمقويبقيهم أرقاء،وينظر إلى المرأة الريفية(تولد وتموت من دون أن ترى شيئاً أو تسمع شيئاً).ورويداً..رويداً،راح ينسحب من حياة أسرته،وحياة أمثاله من ذوي الثراء.ولِمَ لا يفعل وهو يرى في كل يوم،عندما يخرج من بيته جمهرة من المتسولين بملابسهم الرّثّة،يمدّون إليه أيديهم،فلا يُبالي بهم،بل يمتطي صهوة حصانه،وينطلق مسرعاص كأنه لم يرَ شيئاً،ويخاطب نفسهإن أي فلاح بسيط من العبيد الذين يعملون في أرضك يستطيع أن يصرخ في وجهك.إنك تقول شيئاً وتقول نقيضه.فكيف تطيق ذلك؟).وأخذ ينشر المقالات داعياً إلى المساواة بين الناس ،وبلغ عدد ما كتب عشرةآلاف رسالة،حتى لُقّب(محامي مئة مليون من الفلاحين الروس)،وسمّاه الأميركيون(المواطن العالمي)،وامتلأت زوجته رعباً من أن تجرفه أفكاره المثالية بعيداً،فيوزع ممتلكاته على العاملين فيها ،فقالت له مهددةيبدو أن حياتنا تسير إلى قطيعة مؤكدة.ليكن..فأنا وأنت على تنافر دائم منذ التقينا...أتريد أن تقتلني وتقتل أولادك بمقالاتكهذه؟ لن أسمح لكبذلك).ولم يكن تولستوي لراغباً في أن تصل الأمور إلى هذا الحد.
أنّا كارنينا أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وأعيد طبعه مئات المرات. وقد تباينت أراء النقاد في هذه الرواية، فوضعت فيها دراسات كثيرة راوحت بين الإعجاب التام والرفض النسبي، إن لم نقل الرفض التام. فمن أعجب بها قد أعجب لأنه رأى فيها عصارة فن تولستوي وخاتمة أعماله الكبرى، ومن انتقدها فحمل عليها قد حمل لأنه رأى فيها خللاً فنياً، ورأى أحداثاً ثانوية كبيرة تواكب الحدث الرئيسي وتكاد تطغى عليها.
احداث القصة:- امراه جميله تزوجت رجل يكبرها بعشرين عاما..تعيش حياة ممله روتينية ..تقابل فرونسكي الظابط الوسيم تحبه .. فينبذهاا المجتمع وتذهب للعيش في منزل بعيد وتحرم من ابنها..تحاول ان تتحدي الاقدار فتحطمها الاقدار ... وينتهي بها الحال الي ان ترمي بنفسها تحت عجلات القطار..
والجميل في كتابات تولستوي هو أنك كقارئ لن تتأثر بكتابة تولستوي المحايدة تماماً في رأيه بكل شخصية، إنما يترك الكاتب لك المجال لتحدد رأيك وموقفك وذلك إثارة للنقاش بين كل من يقرأ الرواية. فـ (أنّا كارنينا) ليست ككل الروايات، حيث في الغالب يتأثر القارئ برأي المؤلف بالشخصية على عكس كتابات ليون تولستوي.
كما أن عقلية تولستوي العقلانية أدركت أنه لا توجد أي شخصية لا تنطق إلا بالخير ، وأخرى تسخر الشر في كل ما تفعله في الرواية، إنما آمن تولستوي أن لكل شخص قلباً وعقلاً ومصلحة عليا؛ فلا أحد يقوم بأمر ما إلا وله مبرره الخاص الذي قد يكون، وقد لا يكون مطابقاً للمُثُل العليا التي يسعى الروائييون عادة إلى تعزيزها في المجتمعات، حيث كل من في الرواية مثير للشفقة وكلهم أنانيون، وكلهم كان لهم المبرر المقنع والمنطقي لما قام به.
تولستوي وكروائي لم يعتد في كتاباته عن الإبتعاد عن أهمية التمسك بالتعاليم الدينية كمَخرج هو الأفضل،لكل ما يواجهه الفرد من أحداث، فربما يكون ذلك نتيجة إيمانه بأن الحكمة الإلهية والتعاليم الدينية تعلو على كل الحلول والحكمة الإنسانية الوضعية، وهذا ما يلمسه القارئ في الرواية.
وفي النهاية دعوة عامة للجميع إلى قراءة الرواية الأكثر إثارة للجدل حتى اليوم، والتي يناقش فيها تولستوي أهم القضايا الإجتماعية التي واجهت كافة المجتمعات خاصة الأوروبية بُعَيْدَ الثورة الصناعية، وتعريف من حولكم بالرواية وتشجعيهم لقراءتها وعقد مناقشات لمناقشة الرواية حيث هذا ما أراده تولستوي، تسليط الضوء على بعض القضايا الإجتماعية التي يخشى المجتمع- على اختلافه- من إثارتها ومناقشتها.