الفاروق عمر بن الخطاب

إن شخصية عمر بن الخطاب ذات مفتاح قريب المأخذ لمن تدبر فى صفاته واخلاقه وأقواله وأفعاله وأحواله مع المقربين إلية والقاصين عنه
وقد كان الايمان بالله والاخلاص له هو الضابط الذى يسيطرعلى أخلاقه وأفكارة كما يسيطر على دوافعه وسوراته
ومن الخصائص التى كان يتميز بها الفاروق عمر هى الشجاعة والحزم والصراحة والخشونة والغيرة على الشرف والنجدة والنخوة والنظام والطاعة وتقدير الواجب والايمان بالحق وحب الانجاز فى حدود التبعات والمسئوليات
فهو الشجاع الحازم الصريح الخشن المطيع الغيورعلى الشرف السريع النجدة المحب للنظام المؤمن بالواجب والحق الموكل بالانجاز العارف بالتبعات والمسئوليات
أما شجاعته فقد كانت مضرب الأمثال فقد كان قبل اإسلام يعرف الحق لأهله ويؤديه إليهم إنا كان متعلقا به فإن لم يكن متعلقا به أعانهم على أخذه ممن أستولى عليه أو اغتصبه منهم بدافع من نخوته ورجولته المهذبه وكان بعد إسلامه أقوى مما كان عليه فى إ حقاق الحق وإبطال الباطل بفضل إيمانه العميق وتخلقه بأخلاق الإسلام كلها التى يستخدمها فى إقامة العدل بين الناس بقدر طاقته البشرية ولاسيما بعد أن تولى الخلافة وصار مسئولا عن كل شاردة وواردة فى الدولة الاسلامية التى اتسع مداها وترامت أطرافها شرقا وغربا
فالقوى عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه والضعيف عنده قوى حتى يأخذ الحق له ولاشك أن إقامة العدل بين الناس بشجاعة نادرة ورجولة كاملة يدفعها إلى ذلك إيمان لاتزعزعه الشبهات ولاتنحرف به الاهواء إيمان بأن العدل اساس الملك وأن ميزان العدل فى الاسلام أن يعطى المرء من الحقوق مثل ماعليه من الواجبات
فقد كانت حياته كلها قائمة على العدل المطلق الذى لايتناقض فى قضية مع الأخرى على كثرة القضايا والاحكام
والتاريخ خير شاهد على ذلك فهو جندى فى نصرة الحق لأى وسيلة من الوسائل المتاحة له ولايحابى ولايدارى ولايمارى ولايجامل أحدا على حساب احد إلا بالتقوى والعمل الصالح
ولابأس أن نذكر هنا بعض القضايا التى كان حكمه فيها مضرب الامثال
كان عمروبن العاص واليا على مصر وكان له ولد تسابق مع مصرى فسبقة فضربه ابن عمرو وهو يقول له أتسبقنى وأنا ابن الاكرمين " فاشتكاه المصرى إلى عمر فاستقدمه إلى المدينه هووأبوه وأعطى المصرى الدره وقال له اضرب ابن الاكرمين كما ضربك فضربه ثم أمره أن يضرب الوالى نفسه تنكيلا به فلولاه ماتجرأ ابنه على المصرى ولاعلى غيره من الناس : فقال المصرى ضربت من ضربنى ثم صاح عمر بالوالى مغضبا وهويقول متى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا فما نجا عمرو بن العاص من عقاب عمر إلا برضا من صاحب الشكوى واعتذار مقبول
وفى هذه القضية يتبين لنا أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كان لايفرق فى العدل بين حاكم ومحكوم فالكل فى إحقاق الحق سواء