اسمه : أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين
يعرف بـ : ابن عساكر الدمشقي الشافعي
ولد سنة : ( 449 هـ = 13 من سبتمبر 1105م )
توفي سنة : (11 من رجب 571 هـ = 26 من يناير 1776م ).
ولد ابن عساكر في بيت كريم الاصل معروف بالفضل
وكان ابوه من الاتقياء الورعين وكان محبا للعلم ومجالسة العلماء
وكانت امه من بيت علم وفضل، فأبوها "أبو الفضل يحيى بن علي" كان قاضيا، وكذلك كان أخوها "أبو المعالي محمد بن يحيى" قاضيًا.
وقد رزق الوالدان الكريمان قبل ابنهما علي بولد كان له شأن هو أبو الحسين الصائن هبة الله بن الحسن، كان من حفاظ الحديث، رحل في طلبه إلى بغداد، وعُني بعلوم القرآن واللغة والنحو، وجلس للتدريس والإفتاء.
وهكذا نشأ ابن عساكر في بيئة طاهرة ونقية
وكانت نشأته في هذه البيئة سببا اساسيا في نبوغه وتفوقه
وقد كانت أسرته الصغيرة هي أول من تولى تعليمه وتهذيبه، وأحاطته بعنايتها، فسمع الحديث من أبيه وأخيه وهو في السادسة، ثم تتلمذ على عدد ضخم من شيوخ دمشق وعلمائها، وكانت آنذاك من حواضر العلم الكبرى في العالم الإسلامي، وتلقى على أيديهم عددا كبيرا من أمهات الكتب في الحديث والتاريخ.
وقرأ على أبي الفرج غيث بن علي الصوري تاريخ صور، وجزءا من كتاب تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي، وقرأ على عبد الكريم بن حمزة السليم كتاب الإكمال لابن ماكولا، ومشتبه النسبة لعبد الغني بن سعدي، وقرأ على شيخه أبي القاسم النبيه كتاب المجالس وجواهر العلم لأحمد بن مروان الدينوري، وتلخيص المتشابه للخطيب البغدادي، وقرأ على أبي محمد بن الأكفاني كتاب المغازي لموسى بن عقبة، وكتاب المغازي لمحمد بن عائذ الدمشقي، وأخبار الخلفاء لابن أبي الدنيا، وغيرها.
وقد رحل بن عساكر لطلب العلم
وابتدأ رحلاته سنة (520 هـ = 1126م) وكانت الرحلة الي بغداد
ثم اتجه من بغداد الي الحجاز حيث ادي فريضة الحج وقام بزيارة قبر النبي صلي الله عليه وسلم
ولكنه لم يمكث طويلا في الحجاز حيث عاد سريعا الي بغداد لكي يتابع دروسه
وقد اقام ابن عساكر في بغداد خمس سنوات قابل في اثنائها عددا كبيرا من أئمة العلم وقرأ عليهم عشرات الكتب العظيمة ذات المجلدات الضخمة، فاتصل بأبي غالب بن البنا، وقرأ عليه كتاب نسب قريش للزبير بن بكار، وكتاب التاريخ لابن أبي خيثمة، وبعضا من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد، وقرأ على أبي القاسم بن الحصين مسند أحمد والغيلانيات، ودرس على أبي بكر محمد بن عبد الباقي الطبقات الكبرى لابن سعد، والمغازي للواقدي، ولزم أبا القاسم بن السمرقندي وسمع منه كتبًا كثيرة، منها: سيرة ابن إسحاق، وكتاب الفتوح لسيف بن عمر، وتاريخ الخلفاء لابن ماجه، ومعجم الصحابة لأبي القاسم البغوي، والمعرفة والتاريخ للنسوي، والكامل في الضعفاء لابن عدي.
وعاد ابن عساكر إلى دمشق سنة (525 هـ = 1130م)
واستقر بها فترة عاود بعدها رحلته مرة أخرى سنة (529 هـ = 1134م)
إلى إيران وخراسان وأصبهان وهمذان وأبيورد وبيهق والري ونيسابور وسرخس وطوس ومرو
سمع في أثنائها عددًا كبيرًا من الكتب على كبار الحفاظ والمحدثين في بلاد المشرق
مثل: سعيد بن أبي الرحاء، وزاهر بن طاهر الشحامي
ثم عاد إلى دمشق سنة (533 هـ = 1138) وقد طبقت شهرته الآفاق، وقصده طلاب العلم من كل مكان
وانصرف بعد ذلك إلى التأليف والتصنيف
وقد شغل ابن عساكر نفسه بالعلم ولم يجعل لنفسه شاغل الا هو
ولم يحاول ابن عساكر ابدا ان يستغل هذا العلم الذي عنده لكي يحصل علي منصب كبير او ليتمكن من تحصيل الكثير من الاموال
كلا بل لقد بذل بن عساكر كل جهده في تحصيل العلم ولم يطالب مقابله بثمن
فكافئه الله اعظم واغلي مكافئة الا وهي السعة في التأليف، و الصيت الذي لا يزال
صداه يتردد حتى الآن، ومكانة في العلم تبوأها في المقدمة بين رجالات العلم في تاريخ الإسلام.
وقد الف ابن عساكر في خلال فترة دراسته الكثر من المؤلفات
الا ان مؤلفا منها قد ملك عليه فؤاده، وانصرفت إليه همته الماضية منذ أن اتجه إلى طلب العلم وهذا المؤلف هو ( تاريخ دمشق )
وقد اراد بن عساكر ان يضاهي بهذا المؤلف عمل الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" الذي صار نموذجًا للتأليف في تاريخ المدن، يحتذيه المؤلفون في المنهج والتنظيم
استغرق التفكير والتأليف في تاريخ دمشق وقتا طويلا من حياة مؤلفه
وصاحبه منذ فترة مبكرة من حياته، فكرة في الذهن، ثم مخططًا على الورق
وشروعًا في التنفيذ، فهو لم يؤلفه في صباه وشبابه ولم ينجزه في كهولته
وإنما شغل حياته كلها، ولم يفرغ منه إلا بعد أن وهن جسده وكلّ بصره.
ولابن عسكر مؤلفات اخري هي :
تبين كذب المفتري فيما نسب الي ابي الحسن الاشعري وقد اعتمد هذا الكتاب أصلاً في معرفة عقيدة الإمام أبي الحسن الأشعري إمام أهل السنة في الاعتقاد
وكتب أيضاً: تاريخ المزة، ومعجم الصحابة ومعجم النسوان، ومعجم أسماء القرى والأمصار ومعجم الشيوخ والنبلاء، وكشف المغطى في فضل الموطأ، وغيرها من الكتب والدراسات