عيون عبلة
كفكف دموعك وانسحب يا عنترة فعيون عبلة اصبحت مستعمرة
لا ترج بسمة ثغرها يوما فقد سقطت من العقد الثمين الجوهرة
قبل سيوف الغاصبين ليصفحوا واخفض جناح الخزي وارج المعزرة
ولتبتلع ابيات فخرك صامتا فالشعر في عصر القنابل ثرثرة
والسيف في وجه البنادق عاجز فقد الهوية والقوي والسيطرة
فاجمع مفاخرك القديمة كلها واجعل لها من قاع صدرك مقبرة
وابعث لعبلة في العراق تاسفا وابعث لها في القدس قبل الغرغرة
واكتب لها ماكنت تكتبه لها تحت الظلال وفي الليالي المقمرة
يا دار عبلة بالعراق تكلمي هل اصبحت جنات بابل مقفرة
يا فارس البيداء صرت فريسة عبدا ذليلا اسودا ما احقره
متطرفا متخلفا ومخالفا نسبوا لك الارهاب صرت معسكره
عبس تخلت عنك هذا دأبهم حمر لعمرك كلها مستنفرة
في الجاهلية كنت وحدك قادرا ان تهزم الجيش العظيم وتأسره
لن تستطيع الان وحدك قهره فالزحف موج والقنابل ممطرة
وحصانك العربي ضاع صهيله بين الدوي وبين صرخة مجبرة
هلا سألت الخيل ياابنة مالك كيف الصمود واين اين المقدرة
هذا الحصان يري المدافع حوله متأهبات والقذائف مشهرة
لو كان يدري ما المحاورة اشتكي ولصاح في وجه القطيع وحذره
يا ويح عبس اسلموا اعدائهم مفتاح خيمتهم ومدوا القنطرة
فأتي العدو مسلحا بشقاقهم ونفاقهم واقام فيهم منبره
ذاقوا وبال ركوعهم وخنوعهم فالعيش مر والهزائم منكرة
هذي يد الاوطان تجزي اهلها من يقترف في حقها شرا يره
ضاعت عبيلة والنياق ودارها لم يبق شيئا بعدها كي نخسره
فدعوا ضمير العرب يرقد ساكنا في قبره وادعوا له بالمغفرة
عجز الكلام عن الكلام وريشتي لم تبق دمعا او دما في المحبرة
وعيون عبلة لا تزال دموعها تترقب الجسر البعيد لتعبره
هذا الشعر هو لمصطفي الجزار
واتمني انه ينال اعجابكم