أَرى شَجَراً في السَمـاءِ اِحتَجَـب وَشَـقَّ العَنـانَ بِمَـرأى عَجَـب
مَـآذِنُ قامَـت هُنـا أَو هُـنـاكَ ظَواهِرُهـا دَرَجٌ مِــن شَــذَب
وَلَيـسَ يُـؤَذِّنُ فيهـا الـرِجـالُ وَلَكِـن تَصيـحُ عَلَيهـا الـغُـرُب
وَباسِقَـةٍ مِـن بَنـاتِ الـرِمـالِ نَمَت وَرَبَت فـي ظِـلالِ الكُثُـب
كَسارِيَـةِ الفُـلـكِ أَو كَالمِـسَـل لَـةِ أَو كَالفَـنـارِ وَراءَ العَـبَـب
تَطـولُ وَتَقصُـرُ خَلـفَ الكَثيـبِ إِذا الريـحُ جـاءَ بِـهِ أَو ذَهَـب
تُخالُ إِذا اِتَّقَـدَت فـي الضُحـى وَجَـرَّ الأَصيـلُ عَلَيهـا اللَهَـب
وَطـافَ عَلَيهـا شُعـاعُ النَهـارِ مِنَ الصَحوِ أَو مِن حَواشي السُحُب
وَصيفَـةَ فِرعَـونَ فـي سـاحَـةٍ مِـنَ القَصـرِ واقِفَـةً تَرتَـقِـب
قَدِ اِعتَصَبَـت بِفُصـوصِ العَقيـقِ مُفَصَّـلَـةً بِـشُـذورِ الـذَهَــب
وَنـاطَـت قَـلائِـدَ مَرجـانِـهـا عَلى الصَدرِ وَاِتَّشَحَـت بِالقَصَـب
وَشَـدَّت عَلـى ساقِهـا مِـئـزَراً تَعَقَّـدَ مِــن رَأسِـهـا لِلـذَنَـب
أَهَذا هُوَ النَخـلُ مَلـكُ الرِيـاضِ أَميرُ الحُقـولِ عَـروسُ العِـزَب
طَعـامُ الفَقيـرِ وَحَلـوى الغَنِـيِّ وَزادُ المُسـافِـرِ وَالمُـغـتَـرِب
فَيـا نَخلَـةَ الرَمـلِ لَـم تَبخَلـي وَلا قَصَّـرَت نَخَـلاتُ الـتُـرَب
وَأَعجَـبُ كَيـفَ طَـوى ذِكرَكُـنَّ وَلَـم يَحتَفِـل شُعَـراءُ الـعَـرَب
أَلَيـسَ حَرامـاً خُـلُـوُّ القَـصـا ئِدِ مِن وَصفِكُـنَّ وَعُطـلُ الكُتُـب
وَأَنتُنَّ فـي الهاجِـراتِ الظِـلالُ كَــأَنَّ أَعالِـيَـكُـنَّ الـعَـبَـب
وَأَنتُنَّ فـي البيـدِ شـاةُ المُعيـلِ جَناهـا بِجانِـب أُخـرى حَـلَـب
وَأَنتُنَّ فـي عَرَصـاتِ القُصـورِ حِسانُ الدُمى الزائِنـاتُ الرَحَـب
جَناكُـنَّ كَالكَـرمِ شَتّـى المَـذاقِ وَكَالشَهدِ فـي كُـلِّ لَـونٍ
هذه القصيدة لامير الشعراء احمد شوقي اتمني انها تعجبكم مع تحياتي لكم