أَيُّهـا العُمّـالُ أَفنـوا العُمـرَ كَـدّاً وَاِكتِسـابـا
وَاِعمُروا الأَرضَ فَلَـولا سَعيُكُـم أَمسَـت يَبـابـا
إِنَّ لـي نُصحـاً إِلَيكُـم إِن أَذِنـتُـم وَعِـتـابـا
في زَمـانٍ غَبِـيَ النـا صِـحُ فيـهِ أَو تَغـابـى
أَيـنَ أَنتُـم مِـن جُـدودٍ خَلَّـدوا هَـذا التُـرابـا
قَلَّـدوهُ الأَثَــرَ الـمُـع جِـزَ وَالفَـنَّ العُجـابـا
وَكَسَـوهُ أَبَــدَ الــدَهرِ مِـنَ الفَخـرِ ثِيـابـا
أَتقَنـوا الصَنعَـةَ حَتّـى أَخَذوا الخُلـدَ اِغتِصابـا
إِنَّ لِلمُـتـقِـنِ عِـنــدَ اللَـهِ وَالنـاسِ ثَـوابـا
أَتقِنـوا يُحبِبكُـمُ الــلَهُ وَيَرفَعـكُـم جَـنـابـا
أَرَضيتُم أَن تُرى مِـصرُ مِـنَ الفَـنِّ خَـرابـا
بَعدَ مـا كانَـت سَمـاءً لِلصِنـاعـاتِ وَغـابـا
أَيُّها الجَمـعُ لَقَـد صِـرتَ مِـنَ المَجلِـسِ قابـا
فَكُـنِ الحُـرَّ اِختِـيـاراً وَكُـنِ الحُـرَّ اِنتِخـابـا
إِنَّ لِـلـقَـومِ لَعَـيـنـاً لَيـسَ تَألـوكَ اِرتِقـابـا
فَتَـوَقَّـع أَن يَـقـولـوا مَن عَـنِ العُمّـالِ نابـا
لَيـسَ بِالأَمـرِ جَديـراً كُلُّ مَـن أَلقـى خِطابـا
أَو سَخا بِالمـالِ أَو قَـدمَ جـاهـاً وَاِنتِسـابـا
أَو رَأى أُمِّـيَّـةً فَــاِختَلَـب الجَهـلَ اِختِلابـا
فَتَخَيَّر كُـلَّ مَـن شَـببَ عَلى الصِدقِ وَشابـا
وَاِذكُرِ الأَنصـارَ بِـالأَمسِ وَلا تَنـسَ الصِحابـا
أَيُّهـا الغـادونَ كَالـنَـحلِ اِرتِـيـاداً وَطِـلابـا
في بُكورِ الطَيـرِ لِلـرِزقِ مَجيـئـاً وَذَهـابــا
اِطلُبـوا الحَـقَّ بِرِفـقٍ وَاِجعَلوا الواجِـبَ دابـا
وَاِستَقيمـوا يَفتَـحِ الـلَهُ لَـكُـم بـابـاً فَبـابـا
اِهجُروا الخَمرَ تُطيعوا اللَـهَ أَو تُرضـوا الكِتابـا
إِنَّهـا رِجـسٌ فَطوبـى لِاِمـرِئٍ كَـفَّ وَتـابـا
تُرعِشُ الأَيدي وَمَن يُـر عِش مِنَ الصُنّـاعِ خابـا
إِنَّمـا العاقِـلُ مَـن يَـجعَـلُ لِلدَهـرِ حِسـابـا
فَاِذكُـروا يَـومَ مَشيـبٍ فيـهِ تَبكـونَ الشَبـابـا
إِنَّ لِـلـسِـنِّ لَـهَـمّـاً حيـنَ تَعلـو وَعَـذابـا
فَاِجعَلـوا مِـن مالِـكُـم لِلشَيبِ وَالضَعفِ نِصابـا
وَاِذكُروا في الصَحَّةِ الداءَ إِذا مـا السُقـمُ نـابـا
وَاِجمَعـوا المـالَ لِيَـومٍ فيـهِ تَلقَـونَ اِغتِصابـا
قَد دَعاكُـم ذَنـبَ الهَـيئَـــةِ داعٍ فَـأَصـابـا
هِيَ طـاووسٌ وَهَـل أَحسَـنُـهُ إِلّا الـذُنـابـى
هذه القصيدة هي لاحمد شوقي اتمني انها تنال اعجابكم